نور الإيمان مشرفة القسم الأسلامي
عدد المشاركات : 264 عدد النقاط : 3785 مستوى التقييم : 12 تاريخ التسجيل : 15/12/2014
| موضوع: مصادر المعرفة في الإسلام. الإثنين ديسمبر 22, 2014 11:09 am | |
| الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد فهذه رؤوس أقلام لها تعلق بمصادر المعرفة عند علماء الإسلام كنت جمعتها منذ ما يقرب عن ثماني سنوات أنقلها لأحبتي حتى تعم بها الفائدة 1-تعريف المعرفة : قال ابن فارس: العين و الراء و الفاء أصلان صحيحان يدل أحدهما على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض و الآخر على السكون و الطمأنينة. فالأول العُرف و سمي بذلك لتتابع الشعر عليه و يقال جاءت القطا عرفا عرفا أي بعضها خلف بعض الثاني : المعرفة و العرفان و تقول عرف فلان فلانا عرفانا و معرفة و هذا أمر معروف و هذا يدل على ما قلناه .من سكونه إليه لأن من أنكر شيئا توحش منه و نبا عنه اصطلاحا : قال الجرجاني : المعرفة إدراك الشيء على ما هو عليه و هي مسبوقة بجهل بخلاف العلم و لذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف وقد قرر ابن القيم الفرق بين العلم و المعرفة من وجوه: الفرق اللفظي :فعل المعرفة يقع على مفعول بينما فعل العلم يقتضي مفعولين- -الفرق المعنوي : من وجوه : المعرفة تتعلق بذات الشيء و العلم يتعلق بأحواله فالمعرفة تشبه التصور و العلم يشبه التصديق * المعرفة تكون غاب عن القلب بعد إدراكه * المعرفة تفيد تمييز المعروف عن غيره و العلم تمييز ما يوصف به عن غيره * - راجع مصادر المعرفة في الفكر الديني و الفلسفي ص42 للزنيدي- 2 -مصادر المعرفة: قال ابن تيمية : مصادر العلم ثلاثة : الحس و العقل و المركب منهما كالخبر(الاستقامة: 1/29) أ-الوحي: لغة: الإعلام السريع الخفي اصطلاحا :إعلام الله لنبي من أنبيائه بشرعه و دينه و له صور عديدة: الرؤيا الصادقة المخاطبة المباشرة من قبل الله بواسطة جبريل و المعرفة المكتسبة من الوحي معرفة يقينية مطلقة ذلك أن الوحي بصفته جزءا من علم الله له ما لهذه الصفة من كونها حقيقة مطلقة غير محدودة و دلالة الوحي في إفادة المعرفة الدينية دلالة شرعية سمعية و عقلية( الفتاوى:13/136) ب- الحس لغة الحس و الحسيس :الصوت الخفي و الحس من أحس بالشيء أي شعر به و تأتي أيضا بمعنى وجد أو علم أو ظن و الحواس م. حاسة و المحسوس ما يدرك بالحواس اصطلاحا: إدراك الشيء بإحدى الحواس فإن كان الإحساس للحس ظاهرا فهو المشاهدات و إن كان للباطن فهو الوجدانيات( التعريفات: 30) و قد أولى القرآن الحواس أهمية كبيرة من خلال: دعوة الإنسان إلى استخدامها امتنان الله بها على عباده أنها شاهدة عليهم يوم القيامة و يوضح ابن القيم أهمية الحواس فيقول:انظر إلى الحواس التي منها تشرف على الأشياء كيف جعلها الله في الرأس كالمصابيح فوق المنارة لتتمكن بها من مطالعة الأشياء (مفتاح دار السعادة: 274) *و الحس أربعة أنواع : أ- الحس الظاهر و به يدرك الأعيان الظاهرة ب- الحس الباطن و به يحس ما يجول في باطنه من اللذة و الألم ج- الروحي فالروح تحس بأشياء لا يحس بها البدن د- من الناس من يحصل له نوع من الحس لا يحصل لغيره * المعرفة الحسية ثلاثة أنواع: علم اليقين ،عين اليقين و حق اليقين و كل الحواس تحتاج إلى و سائط (مثلا: العين إلى النور) إلا اللمس.( مفتاح دار السعادة:275) *التجربة الحسية: لغة: الاختبار اصطلاحا:ملاحظة العالم ظواهر طبيعية بشروط معينة بهيئتها بنفسه ليصل من ذلك إلى علم قضية أو قضايا تسمى بالمجربات - مصادر المعرفة: 636 الزنيدي- و المجربات هي القضايا التي يحتاج العقل في جزم الحكم بها إلى واسطة تكرار المشاهدة قال ابن تيمية: هي ما يختبره الإنسان بعقله و حسه و إن لم يكن من مقدوراته ... ذلك أن التجربة إنما تحصل بالنظر و الاعتبار و التدبر و ملاحظة تكرار اقتران السبب بالمسبب عنه-الرد على المنطقيين:92-95- ج -العقل: - لغة : المنع و الإمساك و الحبس و يسمى العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك(ابن منظور) - اصطلاحا: يقع على أربعة معان( الفقيه و المتفقه:2/20) - الغريزة التي تميز الإنسان عن الحيوان - العلوم الضرورية - العلوم النظرية - الأعمال التي تكون بموجب العلم لذا قال الأصمعي : العقل الإمساك عن القبيح و قصر النفس و حبسها عن الحسن(ابن سيده -المخصص:1/16) و العلماء يرفضون أن العقل جوهر قائم بذاته كما يزعم الفلاسفة بل هي صفة أو عرض يقوم بالعاقل( الأذكياء:23-ابن الجوزي) و العقل ليس بمعصوم بل هو آلة إدراكية محدودة قال الشافعي : إن العقل حدا ينتهي إليه كما أن للبصر حدا ينتهي إليه - العقيدة الإسلامية و أسسها:21الميداني- * أقسام العلوم من حيث إدراك العلوم لها : - ضرورية. -نظرية: و هذه لا بد في تحصيلها من علم ضروري و هي نوعان : ما يتمحض فيه العمل للعقل يكون بالنظر في أدلة الشرع - غيبية: لا مجال للعقل فيها . - الاعتصام: 3/217للشاطبي- * العلاقة بين الوحي و العقل : لا يمكن أن يتعارض نص صحيح مع عقل صريح فإن ثبت العكس فالطعن بالعقل أولى فلا يمكن رد النص الكامل بالعقل الناقص فالعلاقة بين الوحي و العقل علاقة تكامل و صريح المعقول لا يعارض صحيح المنقول – شرح الطحاوية : 1/195- د- الفطرة: - لغة: فطّر الشىء شقه و تفطر الشيء تشقق و الفطر: الشق و هو أيضا:الابتداء و الاختراع. و الفِطرة: الخلقة و هي أيضا ما فطر الله عليه الخلق من المعرفة( لسان العرب) - اصطلاحا:اختلف أهل العلم في معنى الفطرة و لهم في ذلك أقوال عديدة و الجمهور على أن المراد بها دين الإسلام. * علاقتها بالأولويات العقلية: الفطرة الدينية تمثل جزءا من الأولويات العقلية ؛ بل هي أوضح أجزائها ، فإنها من العلوم الضرورية اللازمة للخلق التي لم يخل منها بشر قط ( درء التعارض:8/383) فالأولويات العقلية تمثل القاعدة التي تقوم عليها الفطرة بحكم أنها حق و ما تؤدي إليه حق. فالعلوم النظرية لا بد أن ترجع إلى القوانين البديهية الفطرية فالبديهيات أصل للنظريات و عليه فلا يجوز القدح بالأولى بطريق الثانية ، لأنه قدح في الأصل بطريق الفرع ؛ مما يلزم منه فساد الثانية و من ثم عدم صحة القدح بها ( درء التعارض: 6/113 ) * الفطرة و المطالب الدينية : المطالب الدينية موافقة لفطر الناس – قبل التغيير و التحويل- و في هذه الفطر ما يشهد لها بالصحة و لذلك أمثلة منها: - دلالة الفطرة على توحيد الربوبية : الفطرة تعرف الخالق بدون نظر و استدلال قال تعالى :{ أفي الله شك فاطر السماوات و الأرض}. قال العقلاء" إن العلم بالخالق لا يحتاج إلى نظر" ( إيثار الحق على الخلق:44-ابن الوزير ) - دلالة الفطرة على توحيد الألوهية : فكما أن الفطر السليمة تحكم باستحالة أن يكون لهذا العالم صانعان متكافئان في الصفات و الأفعال و هو ما يسمى بدليل التمانع -و هو تمانع في الفعل و الإيجاد- كذلك نحكم باستحالة أن يكون لهذا العالم إلهان معبودان يقصدان بالدعاء و المحبةو... و هذا تمانع في العبادة و الإلهية فكلاهما مستق في الفطر السليمة.- شرح الطحاوية:27- - دلالة الفطرة على توحيد الاسماء و الصفات : و هي دلالة بينة ، فإن كل محدَث لا بد له من محدِث و هذا المحدِث لا بد أن يكون عليما قادرا عليما مريدا حكيما فالفعل يستلزم القدرة و الإحكام يستلزم العلم و التخصيص يستلزم الإرادة و حسن العاقبة يستلزم الحكمة - مفتاح دار السعادة:3/7- ه - الكشف و الرؤى: * الكشف: - لغة:وضع الشيء عما يواريه و يغطيه و تكشّف: ظهر (اللسان) -اصطلاحا:الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية و الأمور الحقيقية وجودا و شهودا( التعريفات:198) و المكاشفة كما عرفه ابن القيم :علوم يحدثها الرب سبحانه في قلب العبد و يطلعه بها على أمور تخفى على غيره (مدارج السالكين: 3/222) * الرؤى: - لغة : ج. رؤيا و هي ما رأيته بمنامك - اصطلاحا: إدراكات علقها الله في قلب العبد على يد ملك أو شيطان إما بأسمائها – حقيقتها – و إما بكناها- بعباراتها – و إما تخليط و نظيرها في اليقظة الخواطر- الفتح:12/352- -موقف أهل السنة من الكشف و الرؤى: يمكن الحصول على المعرفة عن طريق الكشف و الرؤى و في هذا يقول ابن تيمية: و ليس من الممتنع وجود العلم بثبوت الصانع و صدق رسوله إلهاما، فدعوى المدعي امتناع ذلك يفتقر إلى دليل - درء التعارض:8/46و قطر الوي:249- إلا أنهم يرون أن الكشف و الإلهام ثلاثة أنواع : أ- إلهام من الله تعالى. ب- إلهام من الشيطان و الجن سواء كان ذلك خطابا مسموعا أو إلقاء يلقيه الشيطان في قلب العبد و عدا و تسويفا ج- إلهام ذاتي ينبع من النفس و يعود إليها . قال النبي صلى الله عليه و سلم : الرؤيا ثلاثة : رؤيا من الله و رؤيا تحزين من الشيطان و رؤيا مما يحدث به الرجل نفسه في اليقظة فيراه في المنام. و يرى علماء أهل السنة أن المكاشف غير معصوم و يقع منه ما يلتبس به الحق بالباطل يقول الشنقيطي : الملهم غير معصوم لا ثقة بخواطره لأنه لا يأمن دسيسة الشيطان. – أضواء البيان:4/175- لهذا فهم لم يقبلوا المعرفة المستفادة من الكشف و الرؤيا على إطلاقها بل جعلوا لذلك شروطا: أ- أن يكون المكاشف مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم (الاعتصام:1/353) ب- عرض المكشفات على الشرع فما وافقه أخذ به و ما خالفه رفض و ما لم يعرف أ موافق أم مخالف توقف فيه ( الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان:50-51) ج- قصر تلك المعرفة على صاحبها لعدم قدرته على إقامة الدليل على صحة هذه المعرفة(الفتاوى:20/47) د- أن الكشوف و الرؤى ليست من أدلة الشرع لذلك لا يجوز الحكم بمقتضاها في القضايا الدينية (الاعتصام:1/351) 3- منهج المعرفة: أ- الاستدلال بالآيات: الآية هي العلامة و هي الدليل الذي يستلزم عين المدلول بحيث يكون مدلوله أمرا كليا مشتركا بين المطلوب و غيره و هنا تفترق الآية عن القياس المنطقي الأرسطي. ويتشكل الاستلزام بين الدليل و المدلول على أوضاع ،فقد يستدل بثبوت على ثبوت و بثبوت على نفي الضد و نفي النقيض على الثبوت و بانتفاء على انتفاء الملزوم( الرد على المنطقيين :152) ب- قياس الأولى: و هو ما يكون الحكم المطلوب فيه أولى بالثبوت من الصورة المذكورة في الدليل الدال عليه. ج- قياس التمثيل: و هو انتقال الذهن من حكم معين إلى حكم معين لاشتراك الاثنين في معنى واحد كلي مشترك بينهما لأن ذلك الحكم يلزم ذلك المشترك الكلي.(الرد على المنطقيين:120) ووجب العلم بذلك الملزوم إذا لم يكن بينا بنفسه و لكي تتم المعرفة عن طريق هذا القياس لا بد – كما يؤكد ابن تيمية- من ثلاثة أمور: - تصور المعنيين وهما الأصل و الفرع. - الانتقال إلى لازمهما و هو المعنى الكلي المشترك بينهما - الانتقال إلى لازم اللازم و هو الحكم (الرد على المنطقيين:121) و قياس التمثيل يقوم عل قياس الفرع على الأصل و قياس الغائب على الشاهد ، و قياس الغائب على الشاهد إنما يفيد اليقين في مجال التمثيل – لدى أهل السنة- في عالم الشهادة لا في عالم الغيب، و لذا لم يرتضوه طريقا للمطالب الإلهية و إنما يعولون على المثل الأعلى. د- السبر و التقسيم : و المقصود به حصر أوصاف المسألة المنظور فيها ثم اختبار تلك الأوصاف المحصورة و إبطال ما هو باطل منها و إبقاء ما هو صحيح ( مناهج البحث: 120-النشار-) ه- الاستدلال بالمتفق عليه على المختلف فيه : و هو صورة من صور الاستدلال يتم فيها قياس ما اختلف فيه على ما اتفق عليه ، فيجعل ما اتفق عليه هو الأصل و المختلف فيه هو الفرع لإثبات الحكم الذي ثبت في المتفق عليه للمختلف فيه . إلا أن العلماء لا يقيسون المختلف فيه على المتفق عليه لمجرد الاتفاق؛ بل لابد أن تكون المقدمة المتفق عليها صحيحة أما مجرد التسليم للخصم فلا يكفي إلا لبيان تناقض قوله و بطلان مذهبه. ( الرد على المنطقيين:468-469).
منقول
| |
|
Akatsuki مشرفة قسم المواضيع العامة
عدد المشاركات : 230 عدد النقاط : 3803 مستوى التقييم : 11 تاريخ الميلاد : 01/01/1993 تاريخ التسجيل : 16/12/2014 العمر : 31
| موضوع: رد: مصادر المعرفة في الإسلام. الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 6:59 am | |
| جـزاك الله خيرا على الموضوع القيم | |
|
نور الإيمان مشرفة القسم الأسلامي
عدد المشاركات : 264 عدد النقاط : 3785 مستوى التقييم : 12 تاريخ التسجيل : 15/12/2014
| موضوع: رد: مصادر المعرفة في الإسلام. الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 2:14 pm | |
| شكرا لحضوركم العطر وكرم عباراتكم القيمة لكم خالص الاحترام | |
|