السورية للمحمول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
السورية للمحمول

عالم متكامل لحلول المحمول
 
الرئيسيةالرئيسية  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



 

  منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الإيمان
مشرفة القسم الأسلامي
مشرفة القسم الأسلامي
نور الإيمان


انثى
عدد المشاركات : 264
عدد النقاط : 3805
مستوى التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 15/12/2014

  منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Empty
مُساهمةموضوع: منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد     منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Emptyالخميس ديسمبر 18, 2014 11:49 am


منبر يوم الجمعة
خطب صلاة الجمعة- متجدد




بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على محمد و آله و صحبة أجمعين
أما بعد :

عنوان الخطبة ( الدفاع عن حبيبنا المصطفى )

صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
بتاريخ 21- 09 – 2012 م

ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل بن عبدالرحيم الرفاعى
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
خطبتى الجمعة بعنوان
( الدفاع عن حبيبنا المصطفى )
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
الخطبة الاولى
الحمد لله بارِئ البريّات وعالم الخفِيَّات، المطَّلِع على الضّمائر والنيات ، أحمده سبحانه وأشكره وسِع كلَّ شيء رحمة وعلمًا، وقهر كلَّ مخلوق عِزةً وحُكما ، { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [110 طه]،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالصة مخلَصة أرجو بها الفوزَ بالجنات ، وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمَّدًا عبد الله ورسوله المؤيَّد بالمعجزات والبراهين الواضحات، صلّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آلِه السادات وأصحابه ذوي الفَضل والمكرُمات ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ما دامت الأرض والسّموات، وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد ،،

فيا أيها المسلمون، أوصِيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتقوا الله جميعاً رحمكم الله، وقابِلوا إحسانَ ربكم بدوام حمده وشكره، فهو سبحانه يعامِل عبادَه بإحسانه وفضله، فإذا ما استعانوا بإحسانه على عِصيانه أدّبهم بعدلِه، فمن جاءه من ربّه ما يحبّ فليشكُر الواهب، ومن أصابه ما يكره فليتّهم نفسه، ومن انقطعت عنهم متّصِلات الأرزاق فليعودوا باللّوم على أنفسهم ولا يتَّهموا الرزاق، { وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ
وَلَـٰكِن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ }

[الشورى:27].
أيّها المسلمون،
يختار الله سبحانه وتعالى رسله من صفوة خلقه، ويتولاهم بالرعاية والتهذيب قبل بعثتهم دون أن يشعر الناس بذلك ودون أن يتوقعوا، حتى إذا بعثهم كانوا مؤهلين لحمل الرسالة والقيام بها على الوجه الذي يريده الله منهم.
وقد صدق ذلك كله بالنسبة لرسول الله محمد صلى الله عليه و سلم على مستوى غير معهود في تاريخ الرسل من قبل.
يُقال ذلك ويثار ـ أيها المسلمون، وقد سمعتم – أو سمع بعضكم-
ما تجرأ به غر من الأغرار على سيد الخلق أجمعين، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، واستهزأ بمقامه ومكانته في عبارات ظالمة آثمة، لا تصدر إلا ممن ضعف في نفوسهم تعظيم الله وتوقير رسوله صلى الله عليه و سلم .
إخوة الإيمان: إنه لمن المؤسف حقا أن نسمع ونرى نحن أبناء المسلمين اليوم من يتفوه و يمثل مثل هذه العبارات المشينة دون خجل أو حياء أو موارية، و حتى بتمثيل شخصيته صلى الله عليه و سلم { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } التوبة 65 ـ 66
{ لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } المجادلة22
أحبتي في الله: إن أمرا مثل هذا ليدعو إلى الوقوف والتأمل في سيرة سيد المرسلين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
إن على كل مسلم أن يقرأ دينَه من مصادره، وأن يطّلع على سيرة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ، فهي مدوّنة محفوظة تدوينا وتوثيقا لا يدانيه توثيق ولا يقاربه تحقيق.
إخوة الإيمان: لقد اقتَضَت إرادةُ الله سبحانه وحكمتُه أن يختم الأنبياءَ والرسل بمحمد صلى الله عليه و سلم ، وأن يختمَ الرسالات بالإسلام الذي جاء به، ليكونَ للناس بشيراً ونذيراً، وليكون للعالمين رحمة.
بعثَه على فترة من الرسل، ضلّ فيها الناس رشادَهم، وجحدوا عقولَهم وقلوبَهم، فصاروا كالأصنام تعبُد الأصنام، وكالحجارة تقدّس الحجارة، ملَؤوا الأرضَ خرافاتٍ وأوهاماً، فلطف الله بعباده، فاصطفى محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ليبلِّغ خاتمةَ رسالاته، ويهديَ بآخر كتبه، فكان بإذن الله كالغيث نزل على الأرض الموات، فتبصّر الضالّون طريقَ النجاة، واستردَّ الخلق إنسانيتَهم وكرامتهم، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلمSad إنّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربَهم وعجمَهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنّما بعثتُك لأبتليَك وأبتليَ بك،
وأنزلتُ عليك كتابًا لا يفسده الماء، تقرؤه نائماً ويقظان ) .
أيّها المسلمون، أيّها العقلاء، على كل مسلم حصيف أن ينظرَ فيما نالته سيرةُ سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من العناية الفائقة والدقّة البالغة في التدوين والتحقيق والشمول والتصنيف والاستنباط، لقد كانت سيرةً ومسيرة جليّةَ المعالم، كلّها حقٌّ، وكلّها صدق، توثيقاً وكتابة، وقراءة وبحثاً، واستيعاباً واستنباطاً.
لم تُحفَظ قصةُ حياةٍ ولا سيرة رجل ولا مسيرة بطل مثلما حُفظت سيرةُ نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سيرةٌ لم تلحقها الأساطير والأوهام، وإنّها لإحدى الدلائل التي حفظها الله لتكونَ شاهداً على صدق هذه الرسالة المحمدية.
إنّ الذين وصفوه ودوّنوا سيرتَه أحبّوه والتزموا الاقتداءَ به،
فاجتمع في وصفهم وتدوينهم أمانةُ النقل مع محبّة الموصوف، فامتزجت لديهم العاطفةُ بالدين، والحب بالأمانة، فكانوا في نقلهم يؤدّون واجباً ويتّبعون سُنّة، فسلموا من الكذب والتحريف،
والتناقض والجهل، وذلكم ـ وربكم ـ من آيات الله للعالِمين.
لقد ضمّت السيرةُ النبوية جميعَ شؤون رسول الله صلى الله عليه و سلم وتفاصيل حياته وأطوار عمره، من الولادة والرضاعة والطفولة والشباب والكهولة، في حياته قبلَ النبوة، من صدقه وأمانتِه واشتغالِه بالرعي والتجارة وزواجِه، ثم ما حبِّب إليه من الخلوة والتعبُّد، ثمّ بعثته ومواقف قومه العدائية، ومقاومتهم،
وما واجهوه به من اتهاماتٍ من سحرٍ وجنون وكذب، ثم تزايُدِ أتباعه وعلوِّ شأنه، وما حصل مع قومه من مواجهاتٍ ومهادنات وحروبٍ ومسالمات.
أمّا حياتُه الشخصية فقد نقل لنا النقلة الأثبات تفاصيلَ أوصافه الجسدية من الطول واللّون والهيئة والمشية وحياته اليوميّة من قيامه وجلوسه، ونومه ويقظته، وضحكه وغضبه، وأكله وشربه ولباسه، وما يحبّ وما يكره، وعبادته في ليله ونهاره، وحياته مع أهل بيته وفي مسجده وأصحابه.
مع الأصدقاء ومع الغرباء وفي السفر وفي الحضر، ناهيكم بأخلاقه الكريمة من التواضع والحلم، والحياء والصبر وحسن العشرة، بحيثُ لم يبقَ شيء من حياته مخفياً أو مكتوماً، إذا دخل بيته فهو بين أهله وخدمه وأولاده، وإذا خرج فهو مع الأصحاب والغرباء، وكلّ ذلك منقولٌ محفوظ.
في بشريّته لم يخرج عن إنسانيّته، ولم تلحق حياتَه الأساطير،
ولم تُضْفَ عليه الألوهية لا قليلا ولا كثيراً، فهو النبيّ الرسول، والرسول الإمام، والرسول الحاكم، والرسولُ الزوج، والرسول الأب، والرسول المجاهد، والرسولُ المربي، والرسول الصديق صلى الله عليه و سلم.
محمد صلى الله عليه و سلم أنموذجُ الإنسانية الكاملة، وملتقى الأخلاق الفاضلة، وحامل لواء الدعوة العالمية الشاملة.
أعطاه ربُّه وأكرمه، وأعلى قدره ورفع ذكرَه، ووعده بالمزيد حتى يرضى، ولاّه قبلةً يرضاها، من أطاعه فقد أطاع الله، ومن بايَعَه فإنما يبايع الله، لا قدرَ لأحد من البشر يداني قدرَه، صفوةُ خلقِ الله، وأكرم الأكرمين على الله، وحينما قال موسى كليم الله عليه السلام كما فى الآية الكريمة قال تعالى : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ لِتَرْضَىٰ } [طه:84]
قال الله لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [الضحى:5]،
وحين سأل موسى الوجيهُ عند ربه عليه السلام:{ قَالَ رَبّ ٱشْرَحْ لِى صَدْرِى } [طه:25]
قال الله لحبيبه محمد صلى الله عليه و سلم :{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }[الشرح:1].
أيها المسلمون، ومع حبِّ المسلمين لنبيّهم عليه الصلاة والسلام وتعظيمِهم له وتوقيرهم لجنابه فإنّ عقيدتهم فيه أنه بشرٌ رسول، عبدٌ لا يعبَد، ورسول لا يكذَّب، بل يُطاع ويُحبّ ويوقَّر ويُتّبع، شرّفه الله بالعبودية والرسالة.
ولقد علَّمنا ربّنا موقعَ نبيّنا منّا فقال عز شأنه:
{ النَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }[الأحزاب:6]،
فهو أقربُ إلى قلوبنا من قلوبِنا، وأحبّ إلى نفوسنا من نفوسنا،
وهو المقدَّم على أعزّ ما لدينا من نفسٍ أو مال أو ولد أو حبيب،
ولن يذوقَ المسلم حلاوةَ الإيمان في قلبه وشعوره ووجدانه
إذا لم يكن حبُّ رسول الله صلى الله عليه و سلم فوقَ كلّ حبيب،
ففي الحديث الصحيح: ( ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوةَ الإيمان؛
أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما )الحديث،
بل يترقّى ذلك إلى حدّ نفيِ الإيمان كما في الحديث الصحيح الآخرSad لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )
بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.
أيّها المسلمون، وهذا الحبُّ العميق الدقيق ليس حبًّا ادعائياً ولا عاطفة مجرّدة ولكنّه حبٌّ برهانُه الاتباع والدفاع والنصرة، والطاعة والانقياد والاستسلام، وأيّ فصلٍ بين الحبّ والاتباع فهو انحرافٌ في الفهم وانحرافٌ في المنهج.
الحبّ الصادق يقود إلى الاتباع، والاتباع الصحيح يذكي مشاعرَ الحبّ.
أيّها الناس، هذا هو نبيُّنا، وهذه هي سيرتُه، وهذا هو حبّنا له وإيماننا به ومتابعتنا له، ولن نقبلَ أن ينالَ منه أحد كائنا من كان، وكيف نقبل ونحن نرجو شفاعته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وكيف نرضى أي انتقاص من قدره، وهو الذي آثرنا بدعوته المستجابة عند ربه، حين قال بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام: ( لكل نبي دعوة مستجابة , فتعجل كل نبي دعوته، واختبأت دعوتي , شفاعة لأمتي يوم القيامة , فهي نائلة إن شاء الله ,من مات منكم , لا يشرك بالله شيئا )
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } إبراهيم 36
وقال عيسى عليه السلام كما فى قوله تعالى :{ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } المائدة118
فرفع يديه صلى الله عليه و سلم و قال ( اللهم ! أمتي أمتي " وبكى . فقال الله عز وجل : يا جبريل ! اذهب إلى محمد ،

وربك أعلم ، فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله .
فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال . وهو أعلم .

فقال الله : يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل :إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ) .
أحبتي الكرام: أبعد هذا يرضى مؤمن بأن ينتقص أحد سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم ، ويتطاول عليه، وعلى مقامه المحمود، عبر نشر تصورات فاسدة، وآراءِ مختلة، أيود أحد أن يكون خصماً لمحمد صلى الله عليه و سلم شفيع الخلائق يوم المحشر!!
إنّها إساءةٌ عظيمة أثارت مشاعرَ المسلمين في العالم، و لكن ليس بعد الكفر ذنب إنّ هذه المحاولاتِ من التشويه والانتقاص والإفك إنما تسيء إلى قائلها، وتبثّ بذورَ الكراهية بين أفراد المجتمع، وتذكي أجواءَ الصراع، وتثير أبشعَ صوَر البغضاء بين الناس.
أيّها الناس، إن كل مسلم غيور يستنكر ويُدين هذه العبارات الوقحة والافتراءات الآثمة و التمثيل الباهت ضدّ نبيّه صلى الله عليه و سلم ، ويطالب بأن ينال هذا المجاهر المتجرأ جزاءه العادل وفق ما تقرره أحكام الشريعة الإسلامية، لأن السماحَ بانتشار مثل هذه الافتراءات يؤدّي إلى إذكاء الصراع
ونشرِ البغضاء في عواقبَ وخيمة. وقد أثلج الصدور وأذهب غيظ القلوب، ما أمر به قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين من حجب هذا الفيلم السيء المسيء
وبعد أيها الأحبة: فإنَّ ذلك كلّه مع عِظَم خطره وأليم وقعِه، فإنّ المسلمين ليسوا في شكّ من دينهم ولا من نبيّهم، فهذه الاتهامات والأوصاف عينُها سبقَ إليها أهل الجاهليّة الأولى، ولم يكن لها أيّ تأثير في السيرة النبوية ولا المسيرة الإسلامية.
فالإسلام دينُ الله، ومحمّد صلى الله عليه و سلم رسول الله،
وكلّ ذلك محفوظ بحفظ الله، فلله الحمد والمنة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً * إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً * وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰناً وَإِثْماً مُّبِيناً }[الأحزاب:56-58].
بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم و نَفَعني الله وإيَّاكم بالقرآنِ العظيم
وبهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ، وأقول قولي هَذا، وأستَغفر الله لي ولَكم و لجميع المسلمين
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله أثنى على عبدِه ورسولِه محمد في محكم كتابِه، وامتدحه بجميل خلقه وكريم آدابِه، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
هو ربّنا الرحمن آمنا بِه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أنزل عليه الذكر وحفظه على مرّ الدهر وتعاقب أحقابه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى الطيبين الطاهرين آله، وعلى الأبرار المكرمين أصحابِه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ،،

فيا أيها المسلمون، إنَّ على أهل الإسلام أن يتحلّوا باليقظة والوعي وأن لا يستجيبوا لاستفزازاتِ المتعصّبين، فلا يُلقوا باللائمة على غير من أذنب، فمن ضل فإنما يضل على نفسه، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ولتكن مواقفُهم محسوبة، مع حُسن تقديرٍ للعواقب، كما يجب التآزر والتعاون في التصدي لمثل هذه الأقاويل المغرضة الجائرة، وأن يبذلوا كلَّ جهدٍ ممكن وإمكانات متوفّرة من أجل دحضِها وكشفِ زيفها وكذبها، والأخذ على يد الظالم، وأطره على الحق أطراً.
إنَّ على كل فرد مسلم أن يستنكر مثل هذه المواقف المشينة والأقوال المسيئة، ويتصدّى لأصحابها، وألا تأخذه بهم رأفة في دين الله، دعوةً إلى الله، ونصرةً لدين الله، ودفاعًا وحبًّا لرسول الله صلى الله عليه و سلم .
كما أنّ على كل رجالات الإسلام من العلماء والدعاة والمفكّرين وغيرهم أن يبيّنوا الإسلامَ الحقَّ للناس بمحاسنه ورحمته، وعدله وسماحته، وعفوه وقوّته، وإنصافه وغَيرة أتباعه، وينشروا سيرةَ نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الطاهرة الشريفة، والحقّ أحقُّ أن يُتّبع، والزبدُ يذهب جُفاء، وما ينفع الناس فيمكث في الأرض، والمسلمون على عقيدةٍ راسخة بأن الله متمّ نوره، إذا صبروا واتقوا وأحسنوا.
و عليكم أنتم أن تتحلوا بصفات نبينا صلى الله عليه و سلم فهو القدوة الحسنة و بأتباعها نرد كيدهم إلى نحورهم .
ألا فاتَّقوا الله رحمكم الله ، هذا و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية و أزكى البشرية محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ، و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون ، فقال جلَّ من قائل عليما :{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }[الأحزاب:56].
اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ، و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ، وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم أحقن دماء المسلمين فى كل مكان و أحفظهم بحفظك
الله أرحم موتاهم و أشف مرضاهم و اجمع شملهم و شتاتهم .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم أحقن دماء المسلمين فى كل مكان و أحفظهم بحفظك
الله أرحم موتاهم و أشف مرضاهم و اجمع شملهم و شتاتهم .
اللهم أحفظ أخواننا المسلمين فى الشام و مينامار و جميع بلاد المسلمين ،
اللهم أحقن دمائهم و صن أعراضهم و أحفظهم و أموالهم و أولادهم .
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم

منقووول


 و نرجو كل من لديه خطبة ليوم الجمعة ان يضيفها هنا

تابعونا كل يوم جمعة إن شاء الله


نعتذر عن الصور المتحركة التى تظهر بلا سبب

و نرجو تثبيت الموضوع لاهميته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
support cell
مشـرف
مشـرف
support cell


ذكر
عدد المشاركات : 305
عدد النقاط : 6289
مستوى التقييم : 15
تاريخ الميلاد : 07/06/1960
تاريخ التسجيل : 12/05/2010
العمر : 63

  منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد     منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Emptyالخميس ديسمبر 18, 2014 2:37 pm

بارك الله بجهودك تم التثبيت من الادارة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الإيمان
مشرفة القسم الأسلامي
مشرفة القسم الأسلامي
نور الإيمان


انثى
عدد المشاركات : 264
عدد النقاط : 3805
مستوى التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 15/12/2014

  منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد     منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Emptyالأحد ديسمبر 21, 2014 1:11 pm

جزاكم الله خيرا
شكرا للتثبيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الإيمان
مشرفة القسم الأسلامي
مشرفة القسم الأسلامي
نور الإيمان


انثى
عدد المشاركات : 264
عدد النقاط : 3805
مستوى التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 15/12/2014

  منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد     منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد Emptyالخميس ديسمبر 25, 2014 3:26 pm

=فضل يوم الجمعة
 
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وعلى أصحابه، وعلى كل من دعا بدعوته واقتفى أثره وتمسك بسنته إلى يوم الدين.
 
أما بعد:
 
يقول الله جل جلاله وتقدست أسماؤه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الجمعة:9-10].
 
عباد الله: إن الله جل ثناؤه شرع لنا شرائع مثلى، وهدانا لطرق سوى، شرع لنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم اجتماعاً لأداء صلاة الجمعة في يوم الجمعة، شرعه لنا مشروعية إلزام وإيجاب على كل مكلف، ما عدا المرأة والمريض والمسافر والرقيق وسكان البادية، ومن لديه عذر يبيح له التأخر كحارس مال يخاف ضياعه، أو حارس ثغر يخاف على المسلمين منه ونحو ذلكم.
 
 وما أعظمه وأجله من تشريع، ما أجمله وأحسنه من اجتماع في بيت من بيوت الله، وعلى بساط طاعة الله، من اجتماع تتجلى فيه العبودية لله وحده، العبودية التي أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه، (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))[الأنبياء:25]، بل ويتجدد به تعارف المسلمين وولاؤهم وترابطهم، يتجدد بلقائهم في بيت من بيوت الله لأداء طاعة من طاعة الله، يتجدد به ذلكم، يتجدد به تجدداً يذكرهم بوحدتهم في العقيدة، وبوحدتهم في القيادة والإمامة، ويظهر شعائرها واضحة وجلية، بل ويذكرهم بالله، وبأيام الله، وبآيات الله، فله الحمد على أن هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
 
يقول عليه الصلاة والسلام في بيان فضل الجمعة وأداء العبادات فيها: [ يوم دعيت إليه الأمم قبلنا، فضلت عنه وهدانا الله له ]، ويقول: [ ما طلعت الشمس على يوم أفضل من يوم الجمعة، ففيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ]، ويقول عليه الصلاة والسلام فيه: [ فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ].
 
وقد جاء في السنة ما يبين أن ساعة الإجابة ما بين أن يحضر الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وهي الساعة التي يحضر الملائكة فيها لسماع الذكر، وقيل: أنها ما بين صلاة العصر وغروب الشمس.
 
عباد الله: إن فضل يوم الجمعة لعظيم، وإن أداء صلاة الجمعة لذو فضل كبير واسع على المسلم بفضل الله، فبه تكفر السيئات وتمحى الخطايا، يقول عليه الصلاة والسلام: [ الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهما ما لم تخشى الكبائر ] وفي لفظ: [ ما اجتنبت الكبائر ].
 
وإن الله سبحانه وتعالى قد شرع فيها ولها سنناً وآداباً، سنناً وآداباً تزكي النفوس وتصقلها وتهذبها وتطهرها وتهيئها للتطهر الشامل الكامل، شرع فيها ما يزكي النفوس من نظافة الجسم والثوب عند أدائها مما يذكر المؤمن وهو ينظف ملابسه وجسمه ويتهيأ لأحسن حال ظاهراً للحضور إلى الجمعة بأن يسعى بالتطهر المعنوي المطلوب أساساً، بتطهير القلب من الشكوك والأضغان والأحقاد، بتطهير الحواس الجوارح من يد ورجل ولسان وسمع وبصر من أعمال السوء، فما شرع فيها من الآداب ومن السنن يذكر المؤمن بما يشرع له فيما بينه وبين الله في باطن الأمر من تطهير القلب وتطهير العمل وتطهير الجوارح.
 
يقول عليه الصلاة والسلام: [ لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين إلا بإذنهما، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ].
 
ويقول عليه الصلاة والسلام: [ غسل الجمعة واجب على كل محتلم –أي بالغ- والسواك وأن يمس من طيب بيته ].
 
عباد الله: إن الله جل جلاله الذي شرع لنا يوم الجمعة وأكرمنا به، وشرع لنا فيه آداباً وسنناً، تزكو بها وتطهر بها وتنصقل بها نفوسنا حسياً ومعنوياً، تطهيراً للظواهر وتطهيراً للبواطن.
 
إن الله الذي شرع لنا هذا قد نهانا عن التكاسل والتساهل فيما يشرع للجمعة من صلاة وآداب وحضور وإنصات وغير ذلكم، نهانا عن التكاسل والتهاون فيما يشرع فيها.
 
روى ابن عمر وغيره قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: [ لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين ]، ويقول عليه الصلاة والسلام: [ من ترك ثلاث جمع طبع الله على قلبه ]، ويقول عليه الصلاة والسلام: [ من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب، فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً، والذي يقول له: أنصت ليست له جمعة ]، ويقول: [ من مس الحصى فقد لغى، ومن لغى فلا جمعة له ] والنفي هنا لنفي الكمال، أما إجزاء الصلاة في من تكلم فمجزئة ولا إعادة عليه بالإجماع، النفي للكمال وقد يتطرق لما يترتب على الكمال من أجر على الإتيان بالكمال.
 
فيا عباد الله: اتقوا الله أيها الإخوة المسلمون هذا وعد الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين الملتزمين المحافظين المسارعين، ووعيده وترهيبه للمتكاسلين الغافلين المتهاونين بحق الجمع والجماعات.
 
 ومن هنا وغيره يعلم أيها الإخوة أن يوم الجمعة ليس منطلقاً في شهوات النفس وملذاتها ولكنه منطلق للروحانيات والطاعات، ليس لنزه الدنيا ولكنه لنزه الآخرة، ليس زمناً وظرفاً للوفود فيه على الشيطان، ولكنه زمن وظرف للوفود فيه على الرحمن، وشتان شتان بين ما ينصرف به وافد الرحمن في هذا اليوم من إجابة دعاء، ورفع عمل، ومغفرة، وبين ما يتبوؤه وافد الشيطان من خزي وعار وصغار عياذاً بالله.
 
فاتقوا الله أيها المسلمون واحمدوا الله واشكروه؛ أن هداكم لهذا الفضل العظيم، واستجيبوا لله ولرسوله في المحافظة على هذه المشروعية، وعلى ما يلزم لها وفيها من آداب، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الجمعة:9-10].
 
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
 
أقول قولي هذا، وأسأل الله أن يبارك لنا في كتابه الكريم، وأن يشرح به صدورنا، وأن يجري بمقتضاه أعمالنا، وأن يجعله أنيسنا في القبر، وشفيعنا في الحشر؛ إنه تعالى حسبنا ونعم الوكيل، نستغفره تعالى ونتوب إليه.
 

 
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبه ربنا ويرضاه، نحمده تعالى ونشكره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وعلى أصحابه صلاة وسلاماً وبركة دائمة إلى يوم الدين.
 
أما بعد:
 
فيا عباد الله: اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن أقدامكم على النار لا تقوى، وأن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم، وسيتخطى غيركم إليكم، فخذوا حذركم.
 
إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
 
عباد الله: يقول عليه الصلاة والسلام مؤكداً مشروعية الجمعة، ومرغباً في فضل التبكير والتهجير إليها، يقول عليه الصلاة والسلام: [ من جاء يوم الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن جاء في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن جاء في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا جاءت الساعة السادسة حضرت الملائكة يستمعون الذكر ] أو كما قال.
 
هذا لبيان تفاوت مراتب ومكاسب المبكرين والمهجرين إليها في هذا المجال، وإن موقفاً تحضره ملائكة الله وتسعى إليه لتحضر فيه ذكر الله، لموقف يستدعي المسارعة والإتيان إليه برغب وطيب نفس وخشوع وتهيئة النفس بنظافة الجسم والثياب وتهيئتها بنظافة القلب والجوارح، بتهيئها لسماع ما حضر الملائكة لسماعه من آيات تتلى أو مواعظ أو ذكر أو غير ذلكم لعل كلمة تصل القلب فينفع الله بها أو رحمة تنزل فتعم، أو دعوة تنزل فتعم الجميع.
 
 فالنية النية، والتهيؤ التهيؤ، والإقبال الإقبال على الله والاحتساب الاحتساب، في أي عمل تريدون به وجه الله.
 
الله الله أيها الإخوة المؤمنون في عباداتكم، في صلواتكم، في أدائكم لهذه الفريضة، في أداءها لتكون شافعة، لتكون مكفرة، لتكون مقبولة عند الله، ليخرج منها من قبل بطهر ونقاء وصفاء لو وافته المنية بعدها لطارت روحه إلى الله نقية صافية تتلقاها ملائكة الرحمة، مرحبة بها ومبشرة لها وآخذة لها إلى الروح والريحان.
 
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن أصحابه أجمعين.
 
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.
 
اللهم إنا نسألك أن تجمع كلمة المسلمين على الحق، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، والباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه.
 
اللهم أصلح شباب المسلمين، وألف بين قلوبهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا.
 
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا ومن فتنة الممات، ومن فتنة المسيح الدجال.
 
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
 
(( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))[البقرة:201].
 
(( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ))[النحل:90]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منبر الجمعة (خطب صلاة الجمعة ) متجدد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كرة الاتحاد الجمعة 9 أيلول 2011
» ماذا تعرف عن يوم الجمعة معلومة مهمة الكثير منا يجهلها .....ادخل ولن تندم
» سنة صلاة التوبة
» سنة صلاة الضحى
» اضع بين ايديكم سريلات نمبر لمعظم البرامج {الموضوع متجدد}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السورية للمحمول :: :: المنتدى العــام :: :: المنتدى العام :: القسم الاسلامي-
انتقل الى: