عذرا الذنب ليس ذنبي

عندما أعيش طفولة قاسية
طفولة خالية من الحب والحنان الذي احتاجه بكثرة في هذا السن
أعيش بين أم غير مبالية وأب جلّ همه جمع الأموال
وأضيع أنا في زحمة الحياة كشجرة تكبر وتكبر من غير أوراق
فالذنب هنا ليس ذنبي



عندما أحلم بإكمال دراستي
وإمتلاك شهادة عالية
والحصول على وظيفة مرموقة
وأسهر الليالي وأكافح ليلا ونهارا
وبعد الحصول على الشهادة
ينتهي الحلم في برواز يحملها على حائط الغرفة
فلا وظيفة في زمن الواسطة والمحسوبية
هنا الذنب ليس بذنبي



عندما أحمل قلبا كبيرا
يسع الناس جميعا
قليبا ابيضا لايعرف الكره والحقد
وأقابل الناس بإبتسامة صادقة ونيّة صافية دائما
واكتشف بعد ذلك بأن قلوبهم لاتعرف الا الغل والحقد
وبأن إبتسامتهم لم تكن سوى قناع يخفي وراءه وحوش على هيئة بشر
فالذنب هنا ليس ذنبي



عندما أحلم بقصة حب عنيفة
قصة مختلفة كقصص قيس ليلى وعنتر عبله
قصة حب تنصهر فيها الأرواح وتتوحد فيها القلوب
وأبدأ بالبحث عن ذلك الحبيب المجهول
أبحث طويلا وطويلا
وعندما أجده بعد طول انتظار
يكون الأوان قد فات
ويقف بيننا حاجز كبيرا جدا
حاجز لانقوى على تخطيه وهو حاجز الظروف
هنا تنكسر القلوب وتتحطم الآمال وتتطاير الأحلام
ويبقى الذنب ليس ذنبي



وتستمر مواقف الحياة
التي لايكون الذنب فيها ذنبي ولكن تأثيرها قوي جدا على قلبي
مواقف تسبب جروحا عظيمة
جروح تبقى تنزف مدى الحياة















































ولا سبيل الى التئامها