ادريس مهدين أحمد
هذا هو المثل الذي يُطبّق علينا نحن الكورد في هذه الأيام . في حين تصدح أصوات الكورد في شارع الكوردي السوري جنباً إلى جنب مع ( إخوانهم العرب ) نرى إن تلامذة ميشيل عفلق و حافظ الأسد و جماعة الأخوان المسلمين مايزالون يحاولون إقصاء الكورد و تجريدهم حتى من وطنيتهم , أقولها و للمرة ألف بأن ليس على الكوردي أن يقدم براءة الذمة لكم أيها الشوفينيين و بقايا قومجية , و من أنتم حتى تزاودون الكوردي على وطنيته المشهودة ؟ . قلتها و أقولها و سأقولها بأن جماعة الأخوان و حزب البعث وجهان لعملة واحدة , كلاهما لا يعترف بالكورد كمكون أساسي في سوريا فما بالكم إنهم يتلقون أوامرهم من الأتراك و على أرضهم ؟ هل على الكورد أن يتركوا أرضهم و أرض أجدادهم و يرحلوا إلى المريخ كي يطمئن العروبيين و تلامذة ميشل عفلق و أخوان المسلمين ؟ . هذا التصرف اللا مسؤول من قبل القييمين على مؤتمر ( إنقاذ الوطني ) الشوفينيين و الهمجيين يذكروننا بسياسة آل الأسد تجاه الكورد . على ماذا كنتم تئتمرون إذاً ؟ و أي مؤتمر إنقاذ تتحدثون عنه و مِن مَن ستنقذونه من الديكتاتور الأسد ؟ و ما الفرق بينكم و بينه ؟ لطالما أردتم مثل أسيادكم في دمشق إقصاء الكورد و تهميشهم و لم تسمحوا لهم بالتحدث و إبداء الرأي و المشاركة , ثم عن أية جمهورية ( العربية ) السورية تتحدثون و أكثر من ستة ملايين سوري غير عربي ؟ . أولم يشفى غليلكم بعد و بعد ان عرّب الأسد الأب و الأبن أسامي الحجر و الشجر و البشر الكوردية ؟؟ . ثم كيف لمؤتمر للمعارضة و لا يمثل فيها أهم شريحة من المعارضة فيها و إشراكهم في المؤتمر التحضيري و كتابة البيان ؟ . كما على سيد أسامة القاضي أن لا يتبع نفس نهج و أسلوب البعثيين في إخفاءه للحقائق حيث يقول بان الكورد جميعهم موجودون !! , و تبيين في الآخر أنه لم يبق في القاعة سوى شخصٌ واحد ( و ربما هذا الوحيد كان غافلاً عن ما يجري حوله من التهجم و إستباحة الحقوق التي هي بالأصل مهدورة و مستباحة من قبل آل الأسد ) إذاً عن أي مؤتمر إنقاذ وطني تتحدثون ؟ . على بني جلدتي أحفاد صلاح الدين أن يعلموا إن هذه الثورة المجيدة ما هي إلا بداية الطريق لهم في نضالهم للوصول إلى حقوقهم الكاملة و الشاملة . و علينا أن نتكاتف يداً بيد و نتعاضد و نترك خلافاتنا البسطة التافه بالنسبة للخطر الجاثم لنا بعد سقوط الديكتاتور بشار . فالقومجية الكرتونية بهيكلها الجديد و جماعة الأخوان عقولهم متحجرة و متعفنة أكثر من صاحبهم بشار الأسد .
كما أود أن أختم كلامي بمقطع الاخير من قصيدة ليس للكوردي إلا الريح للراحل محمود درويش :
فالريح وصية الكردي للكردي
في منفاه ,
يا ابني .. و النسور كثيرة حولي
و حولك في الأناضول الفسيح
جنازتي سرية رمزية , فَخُذ الهباءَ
إلى مصائره , و جر ! سماءك الاولى
إلى قاموسك السحري . و أحذر
لدغة الأمل الجريح , فإنه وحشٌ
خرافيٌ . و أنت الآن .. أنت الآن
حر , يا ابن نفسك , أنت حر..
من أبيك و لعنة الأسماء .
عاشت سورية حرة أبية
ادريس مهدين أحمد
كاتب كوردي سوري مستقل